لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
73208 مشاهدة print word pdf
line-top
1- وسطية أهل السنة في باب الصفات بين الجهمية والمشبهة

[ فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهذل التمثيل المشبهة ] .


(الشرح)قوله: (فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة):
أهل السنة وسط في باب صفات الله تعالى بين أهل التعطيل وهم الجهمية وبين أهل التمثيل وهم المشبهة ؛ فأهل التمثيل غلوا وجعلوا صفات الله كصفات المخلوق. وأهل التعطيل غلوا أيضا في النفي، فهؤلاء غلوا في الإثبات وهؤلاء غلوا في النفي، فأنكروا أن يكون لله تعالى صفات كمال أيا كانت، وقالوا: كل صفة موجودة في أي مخلوق لا نثبتها لله خوفًا من التشبيه، فوقعوا في التعطيل، ولذلك يقول فيهم ابن القيم
لسـنا نشبه ربنا بصفاتنا إن المشـبه عابد الأوثان
كلا ولا نخليه من أوصافه إن المعطـل عابد البهتان

ويقول بعض العلماء: الممثل يعبد صنمًا، والمعطل يعبد عدمًا، فتوسط أهل السنة وأثبتوا الصفات ونفوا عنها التمثيل، فلا تمثيل كالممثلة ولا تعطيل كالنفاة، فهم يقولون: لله صفات حقيقية ليست كصفات المخلوق، هذا هو توسطهم بين أهل التمثيل المشبهة، وأهل التعطيل النفاة كالجهمية ونحوهم، فإن الجهمية والمعتزلة وغيرهم بالغوا في النفي خوفًا وحذرًا من التشبيه، ويرددون قول الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [ الشورى: ا ا] ويرمون كل من أثبت صفة لله يوجد مثلها في المخلوق بأنه مشبه ممثل، ويقول قائلهم وهو الزمخشري
قـد شـبهوه بخلقـه فتخـوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفه

يريد قول أهل السنة أن له سمعا بلا كيف وبصرًا بلا كيف وأنه يرى بلا كيف، فهو ينكر عليهم ويرميهم بالتشبيه.
أما الممثلة فهم قليلون في فرق الأمة، وهم الذين يغلون في إثبات الصفات، كقولهم: يد كأيدينا وبصر وسمع كأبصارنا وأسماعنا، وقد اتفق أهل السنة أن ذلك كفر؛ لأنه تنقص؛ لأن المخلوق ضعيف، ويأتي عليه الفناء، وهو حادث بعد عدم، فأهل السنة توسطوا بين المعطلة والمشبهة، فأثبتوا الصفات كما يليق بالرب تعالى، ونزَّهوه عن مشابهة المخلوقات.

line-bottom